حينما يظلم العقل وتعتم النفس يلجأ الإنسان للا معقول ، وبقدر وما تكون عتمة النفس يكون تعلقها بذلك العالم العجائبي ، منذ القدم حينما عجز قدماء الصينيين عن تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف اخترعوا خرافة الأرواح الشريرة والتنانين وكيف يجب عليهم دق الطبول واشعال النيران لدفع ذلك .
ولضيق عطن الدواعش ولدجلهم يستثمرون تلك السمة البشرية في النفس الإنسانية .
فما يكاد يحصرون ويضيق عليهم ويكربون حتى تتفتق عقول الدواعش عن قصص وهمية يرونها شرعية لتثبيت الإيمان ولرفع الروح المعنوية لجلب النصر ، ولا يدرى هؤلاء الحمقى أنهم يهلكون مرتين أولاهما بافترائهم الكذب على أنفسهم فيصدقون كذبهم ويدافعون عنه فيهدمون أنفسهم بأنفسهم ، وحتى ينبلج الصبح تشتد الظلمات .
يحكي عن فترة حصار ضربت حول أنطاكيا واشتدت وطأت الحصار على من بداخلها ويتبرع كاهن باختراع منام عجيب يزعم أن من أتوه في منامنه أخذاه إلى الكنيسة وحددا له الموضع الذي زعما أن الحربه التي قتل بها المسيح مدفونة فيه ثم أعاده إلى فراشه ويعرض عنه كبار رجال الدين لأنهم لا يثقون ومع إلحاحه يذهبون للحفر ولا يجدون
ولكنه يعود منفردا ليواصل الحفر ثم يخرج شيئا ويصيح بالكل أنها علامة وجود تلك الحربة ويلتف الناس وتستخرج تلك الحربة المدفونة والناس بين مشكك ومؤيد ويقرر فريق من المشككين اختبار صدق الرجل بعرضه على النار فيما يشبه البشعه عندنا والاختبار بالنار طريقة ألمانية قديمة ويهمون بحرق الكاهن ويتدخل الأمير ريموند لانقاذ الكاهن من أيديهم ويعلن ريموند تقديس الحربة ،ولم لا فهذا الأمر يعطي زخما روحيا يدفع المقاومين على البسالة في وجه الحصار ولكن هل سيسلم القس بطرس ؟!
الإجابة ينقلها آخن فيقول : " وفيما بعد انتشرت الأخبار بأن هذا الكاهن حرق بالنار ومرض مرضا شديدا ومات ودفن لذلك ومع مرور الوقت فقدت هذه الحربة قدسيتها وتعظيمها "
ألبرت فون آخن ،تاريخ الحملة الصليبية الأولى ، ترجمة سهيل زكار ضمن موسوعته موسوعة الحروب الصليبية الجزء ٥١ ، دمشق ١٤٢٧هجرية ٢٠٠٧م ، ص ١٢٢ الموافق بترقيم الموسوعة ص ٢١٥٥٨
تعليقات
إرسال تعليق